الافتتاحية

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي هدانا بالدّين القويم للصّراط المستقيم، والصّلاة والسّلام على المبعوث رحمة للعالمين، القائل في وصاياه لأصحابه المكرمين: (قل: آمنت بالله، ثم استقم)، فآمنوا واستقاموا.. استقاموا بأفكارهم، ومشاعرهم، فاستقامت أفعالهم، وصوروا لنا أعظم صور عرفتها الإنسانيّة، ونقلوا الأمانة على أتم وجه..

وخلفناهم في حملها، ولكنا لم نلزم طريق استقامتهم..!

فمع انتشار المسلمين في بقاع الأرض، وانفتاح أبواب الفتن من حولهم، اضطربت أفكارهم، ومشاعرهم، وتلا ذلك اضطراب في أفعالهم، وبدأت تتلاشى الشّخصية الإسلاميّة المتوازنة، ونسي الكثيرون حقيقتهم في هذه الحياة وأنهم عبيد لله وحده، فانساقوا وراء مصالحهم وشهواتهم، وضعف في نفوسهم تعظيم حرمات الله وشعائر دينه، فما عادت تهزهم كلمة الحرام والواجب، بل ربما سخروا منها واستهانوا بها..!

فوجب على كل من حمل نصيبا من الإرث النبويّ أن يسعى لنشره بينهم، ليشع بأنواره في قلوبهم، فيوقظها من غفلتها، فتعود لاستقامتها وخضوعها لله وحده لا شريك له، وتتحرر من رق العبوديّة للمجتمع والأهواء والشّهوات..

فهل من السّبيل لذلك وقد تشتت المسلمون في بلاد فقدت فيها مجالس العلم، فما يجد أكثرهم من يوقظه من غفلته؟!

أبواب الله لا تغلق، وأنواره لا تنطفئ، وإن شحت مجالس العلم فقد كثرت وسائل الاتصال وسهل إنشاء مجالس عبرها، وهذا ما دفعنا لإنشاء هذا الموقع لنوصل للناس أنوار الدّين الذي انتسبوا إليه دون أن يعرفوا قدر كماله وعظمته أينما كانوا، ونوجه اهتمامنا فيه نحو النّساء خاصة؛ إذ بأيديهن بناء المجتمع وتربيته، فبصلاحهن واستقامتهن يصلح ويستقيم، وبفسادهن وانحرافهن يفسد وينحرف، وللشباب عامة؛ إذ هم مستقبل هذه الأمة..

والله نسأل أن يعم به النفع ويجعله خالصا لوجهه الكريم، فما نحن بعلماء، ولا بطلاب علم في درجات عالية، ولكن الله منَّ علينا بدراسة بعض الكتب أخرجنا بها من الظلمات إلى النور، فحملناها أمانة في أعناقنا، ورأينا من حق هذا العلم علينا أن نبذله لمن بعدنا كما بُذل لنا، ولا ندفنه عندنا، ومن واجبنا نحو إخواننا في الدين أن نخرجهم من ظلماتهم كما خرجنا، عملا بقول الله تعالى: (وأحسن كما أحسن الله إليك)..

ملاحظة هامة

نحن لا ننتمي لحزب إسلامي، أو جماعة إسلاميّة، ولا نسعى لتكوين جماعة، وإنما نعمل على نهج أئمتنا وأسلافنا بنشر العلم والحث على العمل به أينما كان المتعلم، وضمن أي جماعة.